الجمهورية الخامسة على المحك.. روتايو يخلط أوراق ماكرون


الجمهورية الخامسة على المحك.. روتايو يخلط أوراق ماكرون

 لم تمض ساعات عن تعيين الحكومة الفرنسية الجديدة، والتي اختار لها سيباستيان لوكورنو، 18 وزيرا، حتى حصدت وابلا من الانتقادات، أدت إلى سقوطها بعد استقالة لوكورنو.

وبعد الاعلان عن تشكيلة الحكومة الجديدة الليلة الماضية، هدد وزير الداخلية برونو روتايو بالانسحاب بعد أن آثار حفيظته تكليف وزير الاقتصاد السابق برونو لومير بتسيير شؤون وزارة الجيوش الفرنسية، وهو الذي كان يطمع في حصول حزبه على حقائب وزارية أكثر ومنها حقيبة الجيوش. 

كما أن روتايو يعيب على لومير مغادرة حزب “الجمهوريين” عام 2017 والالتحاق بمعسكر الرئيس إيمانويل ماكرون، كما يحمله مسؤولية الأزمة المالية الحالية. 

وجاءت الزوبعة التي أثارها تعيين وزير الاقتصاد السابق، برونو لومير على رأس وزارة الجيوش الفرنسية لتؤكد هشاشة التحالف بين اليمين والمعسكر الرئاسي، حيث سرعان ما أعرب وزير الداخلية برونو روتايو -الذي وافق على المواصلة في منصبه بساحة “بوفو”-  عن غضبه من تعيين عضو الجمهوريين السابق -الذي التحق بحزب ماكرون في 2017- وزيرا للجيوش، ليغرد عبر وسائل التواصل الاجتماعي أن “التشكيلة الحكومية الجديدة لا تعكس القطيعة التي وعد بها لوكورنو”، ودعا المسؤول ذاته مناضلي تشكيلته السياسية  إلى اجتماع طارئ للجنة الاستراتيجية صباح اليوم الاثنين للانسحاب من الحكومة.

روتايو اكتفى بالقول عن هذا الموعد “لا شيء مستبعد”، فيما ردت عليه صديقته ووزيرة الثقافة رشيدة داتي في منشور على منصة “إكس” بالقول “في لحظة حرجة تمر بها البلاد، لا يمكن للجمهوريين التراجع. إن ترك الحكومة بعد ساعات قليلة من موافقتهم على المشاركة يُعدّ بمثابة فوضى عارمة. يتوقع الفرنسيون منا أن نكون مسؤولون..”

تعيين برونو لومير، الوزير الذي قضى 05 سنوات في وزارة الاقتصاد أثار حفيظة اليمين المتطرف أيضا، ولم تتردد نائبة التجمع الوطني مارين لوبان عن وصفه ب “الرجل الذي قاد فرنسا إلى الإفلاس”، كما ندد حليفها إيريك سيوتي بما أسماه “عودة رجل ال 100 مليار أورو من الديون”، معتبرا أن ” الحكومة المعلن عنها قلة احترام للفرنسيين.”

ويعتقد متابعون للملف الفرنسي، أن الرئيس ماكرون سد باب “الابتزاز” أمام روتايو واليمين المتطرف هذه المرة، وقرر التضحية برئيس الوزراء سيباستيان لوكورنو، قصد تعيين خليفة له وتشكيل حكومة خالية من الأعضاء السابقين ومنهم روتايو جان نويل بارو.

وفي أول تعليق له بعد تقديم استقالته، لم يخف لوكورنو محاولات ابتزاز وضغط روتايو واليمين المتطرف، بقوله إن “بعض الأحزاب السياسية أصبحت تتصرف وكأنها تمتلك الأغلبية في البرلمان”، مضيفا: “لم تعد الشروط متوفرة للبقاء رئيسًا للوزراء”.

وأضاف: “كل حزب سياسي يريد اعتماد برنامجه ولم يرغبوا في الذهاب إلى القاعدة المشتركة والوصول إلى التوافق”. 

 





مقتبس من المصدر

إرسال التعليق