باستثناء الولايات المتحدة.. أعضاء مجلس الأمن يدعون لهدنة فورية وغير مشروطة في قطاع غزة
باستثناء الولايات المتحدة.. أعضاء مجلس الأمن يدعون لهدنة فورية وغير مشروطة في قطاع غزة
دعا كافة أعضاء مجلس الأمن الدولي باستثناء الولايات المتحدة، إلى هدنة فورية وغير مشروطة في غزة وإطلاق سراح الرهائن.
وأصدر أعضاء مجلس الأمن باستثناء الولايات المتحدة، بيانا اليوم الأربعاء، عبروا فيه عن استيائهم وقلقهم بشأن حدوث مجاعة في غزة وأكدوا ثقتهم في عمل نظام التصنيف المرحلي للأمن الغذائي بشأن غزة.
وشدد البيان على أن المجاعة في غزة “من صنع البشر” وأن القانون الإنساني الدولي يمنع استخدام التجويع كسلاح.
ودعا 14 عضوا في مجلس الأمن في بيان مشترك، إلى وقف فوري ودائم وغير مشروط لإطلاق النار في قطاع غزة، والإفراج عن جميع الرهائن.
ودعا البيان أيضا إلى زيادة المساعدات بشكل كبير في أنحاء القطاع، ورفع إسرائيل فورا ودون شروط جميع القيود المفروضة على إيصال المساعدات.
كما طالبوا إسرائيل بعدم توسيع العملية العسكرية في غزة.
مجلس الأمن مطالب بالتحرك فورا لوقف المجاعة في غزة
أكد ممثل الجزائر الدائم لدى الأمم المتحدة عمار بن جامع في مداخلته، على وجوب تحرك مجلس الأمن بشكل فوري لوضع حد للمجاعة المتفشية رسميا في قطاع غزة الذي يتعرض لعدوان صهيوني وحشي وحصار خانق.
وأوضح بن جامع أن مجلس الأمن الدولي “مطالب بالتحرك لفرض وقف لإطلاق النار من أجل حماية وإنقاذ أرواح الأبرياء, كما يتوجب عليه العمل على ضمان دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة” دون أي عراقيل قصد توفير الغذاء لأولئك الذين يعانون الجوع ووضع حد للمجاعة”.
وأضاف قائلا : “لم يعد أحد يخشى المجاعة لأنها أصبحت واقعا”، مؤكدا أنها “ستنتشر أكثر في شهر سبتمبر إن لم يتحرك المجتمع الدولي و مجلس الأمن”.
وقال بن جامع أن “الفشل (في ايقاف المجاعة) مرادف للتواطؤ, أما الانتظار فقبول بالعار”, مضيفا أن “وقف الإبادة ليس خيارا بل واجبا”.
كما أشار الدبلوماسي الجزائري إلى أن المجاعة التي أعلنتها رسميا الأمم المتحدة رسميا بغزة, لم يعد بالإمكان التستر عليها بتلك الاحصائيات المتلاعب بها أو بالتصريحات المضللة.
كما اعتبر أن الحل لا يمكن أن ينحصر في اسقاط المواد الغذائية “تجنبا لتأنيب الضمير”, مؤكدا أن الوضع لم يكن ليصل إلى ما هو عليه الآن لو أن الكيان الصهيوني احترم اتفاق وقف اطلاق النار.
وصرح بن جامع قائلا: “لقد دعونا وإننا ندعوا وسنواصل دعوتنا إلى فرض وقف اطلاق نار فوري وغير مشروط ودائم” , مذكرا بموقف الجزائر.
كما أكد ان “الاحتضار” الذي يعاني منه اليوم قطاع غزة هو نتيجة مباشرة للسياسة الصهيونية القائمة على “القتل والتدمير والإبادة”.
من جانب آخر, أظهر بن جامع لأعضاء مجلس الأمن صورا لشهداء المجاعة المتفشية في غزة على غرار يحي النجار صاحب الثلاثة أشهر الذي استشهد مؤخرا, أو الطفل يزن أبو فول البالغ من العمر سنتين والذي لا زال على قيد الحياة لكنه يعاني من ضعف شديد.
وقام الدبلوماسي الجزائري بربط العلاقة المباشرة بين الإبادة الجماعية والمجاعة التي يتعرض لها سكان غزة من جهة والاغتيالات التي تستهدف الصحفيين والتي تهدف الى منع إبراز الحقيقة.
كما اوضح أنه “لهذا السبب يتم منع الصحفيين من دخول غزة و من أجل ذلك يتم استهداف الصحفيين الفلسطينيين و اغتيالهم”.
وتابع يقول أن الكيان الصهيوني قام في ال10 من أغسطس الفارط “باغتيال ستة صحفيين بشكل متعمد (…) إلا أن العالم لم يتحرك حيال هذه الجريمة وعليه فان القوة المحتلة قد كررت نفس السيناريو حيث قامت هذا الاثنين باغتيال خمسة صحفيين اخرين بمستشفى ناصر من بينهم مريم ابو دقة حيث كان درعها سترة الصحافة و سلاحها آلة التصوير” مظهرا للحضور صورة للصحفية قبل ان يقرأ رسالة مؤثرة وجهتها الأم لابنتها البالغة من العمر 13 سنة قبل استشهادها.
كما انتقد ممثل الجزائر بشكل مباشر صمت مجلس الأمن الدولي أمام الإبادة الجماعية والمجاعة بغزة.
مستويات لم نشهدها في التاريخ الحديث
وفي السياق، قال نائب منسق الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط رامز الأكبروف، إن الوضع على الأرض الفلسطينية المحتلة يستمر في التدهور إلى مستويات لم نشهدها في التاريخ الحديث.
وأكد رامز الأكبروف أهمية إعادة الالتزام بعملية سياسية تنهي الاحتلال وتحقق حل الدولتين.
وصرح أمام مجلس الأمن الدولي، بأن غزة بعد 22 شهرا من الحرب تغرق بشكل أكبر في وضع كارثي مع تزايد أعداد الضحايا المدنيين والنزوح الجماعي والآن المجاعة.
وبين أيضا أن الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية، تواجه أيضا أزمة غير مسبوقة تتمثل في توسيع المستوطنات بلا هوادة والهدم وتصاعد العنف بما يقوض أي آفاق للسلام.
وتحدث المسؤول الأممي عن تصاعد القصف العسكري الإسرائيلي بأنحاء غزة، بضرب خيام النازحين والمدارس والمستشفيات والمباني السكنية، مشيرا إلى أن الاستهداف المستمر الصحفيين أدى إلى مقتل 246 صحفيا في غزة منذ بدء الصراع.
وذكر أن الأمم المتحدة وشركاءها يعملون بلا هوادة لمساعدة السكان في غزة، مؤكدا أن المخاطر الأمنية عالية للغاية وتدابير التكيف الحالية غير كافية على الإطلاق.
عواقب لا يمكن تغييرها
من جهتها، بدأت جويس مسويا مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، إحاطتها لمجلس الأمن بالإشارة إلى حدوث المجاعة في محافظة غزة وتوقعات اتساعها إلى دير البلح وخان يونس بنهاية الشهر المقبل، وفق التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي.
واستعرضت بعض الأرقام التي تعكس الواقع في غزة، وقالت إن “أكثر من نصف مليون شخص يواجهون حاليا الجوع الشديد والعوز والموت وبنهاية سبتمبر قد يزيد العدد عن 640 ألفا”، مضيفة أن “نحو مليون شخص يواجهون المرحلة الرابعة الطارئة من تصنيف مراحل الأمن الغذائي، وأكثر من 390 ألفا في المرحلة الثالثة (الأزمة).
وأكدت جويس مسويا أنه لا يوجد أحد في غزة تقريبا لم يتأثر بالجوع.
وأوضحت أن 132 ألف طفل على الأقل تحت سن الخامسة من المتوقع أن يعانوا من سوء التغذية الحاد من الآن وحتى منتصف العام المقبل.
أما عدد من يهددهم الموت من بين هؤلاء الأطفال، فزاد بثلاثة أضعاف ليصل إلى أكثر من 43 ألفا، كما أن نسبة الحوامل والمرضعات فيتوقع أن يزداد من 17 ألفا إلى 55 ألفا، وفق مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية.
وصرحت مسويا بأن المجاعة ليست ناجمة عن جفاف أو كارثة طبيعية، ولكنها كارثة من صنع البشر تم خلقها نتيجة صراع أدى إلى مقتل عدد هائل من المدنيين وإصابات وتدمير ونزوح جماعي.
وقالت نائبة منسق الأمم المتحدة للإغاثة الطارئة إن القانون الدولي الإنساني يحظر استخدام التجويع كأسلوب في الحرب والهجمات على ضروريات بقاء السكان على قيد الحياة مثل الغذاء والمياه والبنية الأساسية الزراعية.
واختتمت كلمتها بالقول “إن الفشل في العمل الآن سيؤدي إلى عواقب لا يمكن تغييرها”، ودعت مجلس الأمن وجميع الدول الأعضاء بالأمم المتحدة إلى العمل فورا لضمان الوقف الفوري والدائم للأعمال العدائية في غزة، والإفراج عن جميع الرهائن فورا وبدون شروط، وحماية المدنيين والبنية الأساسية الحيوية، ووصول المساعدات بشكل آمن وعاجل وبدون عوائق وعبر جميع نقاط الدخول لكل السكان المحتاجين بأنحاء غزة، واستئناف تدفق السلع التجارية على نطاق واسع.
إرسال التعليق