نحو تغيير موقع ميناء الحمدانية
نحو تغيير موقع ميناء الحمدانية
لفت الرئيس المدير العام لمجمع الخدمات المينائية “ساربور”، عبد الكريم غزال، الى امكانية تغيير موقع انجاز ميناء الوسط “الحمدانية” الواقع في شرشال نحو ولاية بومرداس.
وقال غزال في حديث للقناة الاذاعية الثالثة الناطقة بالفرنسية، إن هناك استراتيجية جديدة تم تسطيرها لبناء ميناء مركزي بين شرشال وبومرداس، مشيرا الى أن بومرداس هو الخيار الأمثل.
وأوضح عبد الكريم غزال: “قد يكون ميناء دلس أو كاب جنات، لأنه الموقع الآمن الوحيد المتبقي على الساحل الجزائري”.
وبخصوص التقارير الاعلامية حول االتخلي عن إنشاء ميناء الحمدانية بالشراكة مع الصينيين، أكد مصدر جزائري مطلع لموقع “كل شيء عن الجزائر” أنه لم يكن هناك في الأصل أي عقد مبرم بين الجزائر والصين لإنشاء ميناء الحمدانية حتى يتم التخلي عنه، مشيرا إلى أبرز التحفظات الجزائرية حول ما طرحه الصينيون في هذا الملف.
وذكر موقع “كل شيء عن الجزائر” (TSA)، نقلا عن هذا المصدر الذي لم يكشف عن اسمه، أن ما جرى بين الجزائر والصين في بداية سنوات 2010 لا يتعدى مرحلة المناقشات، حيث أبدت الصين اهتمامها بتمويل المشروع مقابل حصول شركاتها على عقد الإنجاز، لكنها لم تكن مستعدة للمشاركة في تسيير واستغلال الميناء، أي لتحمل المخاطر.
وقال إن الجزائر والصين لم تتوصلا إلى اتفاق بشأن هذا المشروع الذي تقدر كلفته بـ5.1 مليار دولار، لكن الجزائر لم تتخلّ عن المشروع، مشيرًا إلى أن فكرة إنشاء ميناء كبير في المياه العميقة بالمنطقة الوسطى لا تزال مطروحة، وأن التفكير جارٍ أيضًا في مواقع أخرى لإنجاز منشأة مماثلة.
وأوضح أن إنشاء هذا النوع من الموانئ ضروري لأسباب اقتصادية واستراتيجية، إذ يجب أن تكون الجزائر قادرة على استقبال السفن الكبيرة لتفريغ حمولاتها مباشرة، دون المرور عبر موانئ أخرى.
وأضاف المصدر أن الهدف الثاني من المشروع هو تحويل النشاط التجاري من ميناء الجزائر إلى ميناء في المياه العميقة، للتقليل من الضغط على العاصمة، بحيث يُخصص ميناء الجزائر مستقبلاً للصيد والنشاطات الترفيهية فقط. وأشار إلى أن الميناء الحالي، الواقع وسط العاصمة، أصبح يشكل عائقًا أمام تنميتها، ويتسبب في جزء كبير من الازدحام، إضافة إلى صعوبة توسيعه.
وبخصوص البدائل، كشف المصدر أن منطقة الحمدانية ليست الخيار الوحيد، حيث برز ميناء جن جن كخيار أقل تكلفة. وذكّر بأنه في اجتماع مجلس الوزراء يوم 16 تموز/جويلية 2024، اتخذ الرئيس عبد المجيد تبون ثلاث قرارات رئيسية، تمثلت في إنشاء شركة جزائرية كبرى متخصصة في الأشغال البحرية، وتوسعة ميناء جن جن بولاية جيجل ليؤدي دورًا محوريًا في المتوسط، إلى جانب تسريع توسعة ميناء عنابة وربطه بالسكك الحديدية لتسهيل تصدير فوسفات بلاد الحداء.
وتابع نفس المصدر أن الجزائر بحاجة إلى ميناء متوسط الحجم في المياه العميقة بالمنطقة الوسطى، وهو أمر “ضروري”، مشيرًا إلى أن السفن الكبيرة ستبدأ في تفريغ حمولاتها مباشرة في الموانئ الجزائرية بدءًا من هذه السنة. وأضاف أن الميناء الحالي لجن جن، الذي كان يعاني من ضعف الربط البري، سيكتسب أهمية أكبر بعد إنجاز طريق سيار يربط جيجل بسطيف بحلول سنة 2027.
وفي انتظار استكمال دراسة توسعته، أشار المصدر إلى أن جن جن بدأ بالفعل في استقبال سفن حاويات ضخمة منذ أكتوبر 2024، بثلاثة أضعاف سعة السفن السابقة، حيث أصبح قادراً على استقبال سفن بسعة 6000 حاوية مكافئة (EVP)، مقابل 2500 حاوية في السابق.
إرسال التعليق