هكذا تلاعب اللوبي الإعلامي المغربي بتصريحات وزير الخارجية الفرنسي حول الجزائر..


تشهد الحملة الدعائية المغربية ضد الجزائر تصعيدا غير مسبوق، إذ أصبحت أكثر عنفا وحدة، سواء على مستوى الخطاب أو الأساليب.

ففي عالم الصحافة، يُقال إن الخبر مقدس والتعليق حر.. لكن في عقيدة الإعلام المغربي، يبدو أن القاعدة مختلفة فتصبح “التضليل مقدس والإنجاز الجزائري محرّم!”، فبمجرد أن تحقق الجزائر إنجازا جديدا، تسارع اللوبيات المغربية لتشغيل أبواقها الإعلامية من أجل تشويهه، تزييفه، أو حتى اصطناع أخبار وتصريحات باللجوء إلى تعديلها عن طريق “الفوتوشوب”، وهو ما حدث اليوم مع تصريح وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو الذي قام بزيارة رسمية إلى الجزائر.

وتناقلت عديد وسائل الاعلام الدولية بشكل متزامن تصريحا منسوبا لبارو يقول فيه إن “الجزائر وعدت بمنح الشركات الفرنسية بما فيها شركات زراعية قوة دفع جديدة”، وهو التصريح الذي تبين بعد تحقيق بسيط أنه معدّل عن طريق “الفوتوشوب” ونسب لصحف ووسائل اعلام جزائرية، ليسهل ابتلاعه من طرف الاعلام الاجنبي، ومن ثم نقله عبر الاعلام المخزني على أساس أنه تصريح حقيقي وإعطائه مصداقية أكبر.

فمن بين وسائل الاعلام التي تناقلت تصريح وزير الخارجية الفرنسي المغلوط، نجد “الجزيرة” عبر منصاتها الرسمية على مواقع التواصل، حيث اصبح الصحفيون المغاربة داخل قاعة تحريرها يتلاعبون بخطها الافتتاحي وسياستها التحريرية، باصطناعهم عبر تقنية الفوتوشوب أخباراً كاذبة باسم صحف جزائرية ثم ينقلونها على منصات الجزيرة على أنها صحيحة دون التثبت من الموقع او وسيلة الاعلام الجزائرية مباشرة، بدليل أن هذه القنوات لا تنشر الروابط كما هو معمول به إحترافيا، بل تنشر صور عن السكرين شوت فحسب لتضليل الرأي العام الجزائري والدولي. 

وللتأكد من أن التصريح مغلوط من الأساس، يمكن للقارئ أن يتابع بيان وزير الخارجية الفرنسي الذي تلاه كاملا عبر الصفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية، حيث لم يتطرق بتاتا للموضوع المفبرك الذي يدعي ان “الجزائر قدمت وعودا لم يكذرها الوزير بارو في تصريحه. 

ومن يتابع ما تنشره وسائل الإعلام المغربية سيقف على حجم التسميم والتضليل والافتراء، والخطير أنها أصبحت لسان حال “المخزن”.

وتجسّد طريقة تعاطي الإعلام المغربي وحتى الاعلام الاجنبي الذي يقع تحت تأثير اللوبي المغربي، مع بوادر عودة الدفئ للعلاقات الجزائرية الفرنسية بعد خلاف دام أشهر تجسّد مثالاً حياً ونموذجاً ساطعاً، يمكن الاستئناس به للوقوف على معنى الحرب الإعلامية التي تُشن ضد الجزائر ومصالحها، وتسعى بكل ما تملك من امكانيات للوقوف في وجه أي تقارب بين الجزائر وفرنسا أو بين الجزائر  وأي دولة أخرى.

 

 





مقتبس من المصدر

إرسال التعليق