الفاشية ومعاداة السامية.. سلاح اليمين المتطرف لخدمة أجنداته السياسية
الفاشية ومعاداة السامية.. سلاح اليمين المتطرف لخدمة أجنداته السياسية
فتح تصريح جديد لوزير الخارجية الفرنسية برونو ريتايو، الباب واسعا للجدل حول استخدام مصطلح “الفاشية”، في سياق التهجم على الدين الإسلامي.
وقال روتايو في تصريحه إأن “الإسلام اليوم يتصرف كما كانت تتصرف الفاشية بالامس”، وهو التصريح الذي يبدو تحليليا في ظاهره يثير تساؤلات حول مدى مشروعية تشبيه الإسلام بايديولوجيا تاريخية مثل الفاشية والتي ارتبطت بانظمة استبدادية محددة في القرن العشرين.
على الجانب الآخر يوجد في فرنسا نمط مشابه من التلاعب بالمصطلحات لكن في سياق مختلف، فالقانون الفرنسي في بعض تطبيقاته يصنف المطالبة باستقلال فلسطين او وقف الحرب على غزة او محاسبة القادة الصهاينة كمظاهر لمعاداة السامية، هذا التوسع في تعريف “معاداة السامية” ليشمل انتقادات سياسية مشروعة أصبح يثير قلقا كبيرا، لأن المطالبة بحقوق الشعب الفلسطيني او إدانة انتهاكات حقوق الانسان في غزة لا تعني بالضرورة كراهية اليهود كجماعة دينية أو عرقية، بل أن هذا التجريم يبدو وكأنه أداة “مقننة” لقمع حرية التعبير وإسكات الأصوات المناصرة للعدالة تحت ذريعة حماية المجتمع من التعصب.
ويكمن الرابط بين هاتين الظاهرتين في استغلال المصطلحات الكبيرة سواء “الفاشية” او “معاداة السامية” لخدمة أجندات سياسية بعيدة عن المعاني الأصلية لهذه الكلمات.
فوزير الداخلية الفرنسي يستخدم مصطلح “الفاشية” لشيطنة الاسلاموية وربما الاسلام بشكل غير مبرر، بينما تستخدم السلطات الفرنسية “معاداة السامية” لتجريم مواقف سياسية لا علاقة لها بالكراهية العرقية او الدينية.
وفي كلتا الحالتين تتحول الكلمات إلى أسلحة لتأطير الخصوم وتبرير السياسات بدلا من أن تكون أدوات لفهم الواقع.
فاليمين المتطرف، الذي غالبًا يتبنى خطابًا معاديًا للإسلام وداعمًا للسياسات الصهيونية، يجد في هذه التصريحات مادة لتعزيز شعبيته. فهي تُستخدم لشيطنة المسلمين وتبرير سياسات قمعية تحت ذريعة “محاربة التطرف”، بينما تُسكت أي انتقاد للكيان الصهيوني الذي يمارس إبادة جماعية في حق شعب بأكمله بتهمة ما يسمونه “معاداة السامية”، مما يخدم أجندته السياسية ويجذب الناخبين المتخوفين من الهجرة أو التغيرات الثقافية.
هكذا، تتحول هذه المصطلحات إلى أدوات انتخابية لكسب التأييد وليس لمعالجة قضايا حقيقية وهي جزء من مشهد سياسي قادم في فرنسا ظاهره القضايا العنصرية وباطنه الانتخابات الرئاسية المقبلة.
إرسال التعليق