الصحفي الفرنسي جون ميشال أباتي يستقيل ويتشبّث بموقفه بشأن الجزائر


الصحفي الفرنسي جون ميشال أباتي يستقيل ويتشبّث بموقفه بشأن الجزائر

 سارة,ب/وكالات

قرر الصحفي الفرنسي، جون ميشال أباتي، الاستقالة نهائياً من قناة “أر تي أل” الفرنسية التي أوقفته بشكل مؤقت بسبب تصريحاته الشجاعة التي ربط فيها بين وحشية النازيين والاستعمار الفرنسي في الجزائر. 

وفي رسالة نشرها عبر منصة إكس اليوم الأحد، أعلن أباتي مغادرته القناة التي عمل بها لسنوات طويلة، مؤكدًا تمسكه بموقفه وقناعاته حول الاستعمار الفرنسي، رغم الضغوط التي تعرض لها.

وقال الصحفي: “إدارة القناة بررت قرار إيقافي بتلقيها احتجاجات من المستمعين، وطلبوا مني الغياب لمدة أسبوع، على أن أعود لاحقًا لمواصلة الدفاع عن وجهة نظري، لكن بعد ذلك، تحول الإيقاف المؤقت إلى تعليق نهائي، وهو ما اعتبرته عقوبة غير مبررة، لأن عودتي إلى الميكروفون تعني اعترافي بأنني أخطأت، وهذا ما لا يمكنني القبول به”.

وأكد أباتي أنه اختار الوقوف إلى جانب الحقيقة التاريخية، مشيرًا إلى أن القليل من الفرنسيين فقط من يملكون الجرأة للاعتراف بجرائم الاستعمار.

وقال الصحفي: “لم يشارك والدي أو أعمامي في حرب الجزائر، ولم تكن لي أي علاقة بالفرنسيين الذين غادروا الجزائر بعد الاستقلال، لكنني اكتشفت هذه القصة ودرستها، وصُدمت من الحقائق التي وثّقها مؤرخون دقيقون”.

ثم استعرض تفاصيل الممارسات الاستعمارية، مؤكدًا أن “المجازر ضد الجزائريين استمرت طوال 132 عامًا، ونظام الاستعمار الذي طُبق منذ 1881 كان قائمًا على الحرمان من الحقوق والإقصاء والتهميش الاقتصادي والاجتماعي. كما تعرض الجزائريون لمصادرة أراضيهم الخصبة، وحُرم الأطفال من حقهم في التعليم، وكل هذا لا يعكس القيم الإنسانية التي تدّعيها فرنسا”.

وأشار أباتي إلى أن غياب الاعتراف الرسمي من الدولة الفرنسية بفظائع الاستعمار أمر يؤلمه، وقال: “عانيت من هذا الصمت المخزي، وتصريحي حول الموضوع مرتبط بهذا الشعور، ولهذا لا أستطيع القبول بأن يُعاقب الإنسان لمجرد قوله الحقيقة”.

وفي الختام، هاجم الصحفي الفرنسي الأصوات التي ترفض مواجهة التاريخ، قائلًا: “رأيت خلال الأيام الأخيرة هؤلاء الوطنيين المزيفين الذين تزعجهم الحقائق التاريخية. لكنني ما زلت آمل أن يأتي يوم تعترف فيه فرنسا بوحشية جزء من ماضيها الاستعماري”.





مقتبس من المصدر

إرسال التعليق