فرنسا تحارب حقنا في تقرير المصير بعد طردها من افريقيا


فرنسا تحارب حقنا في تقرير المصير بعد طردها من افريقيا

قال الدبلوماسي الصحراوي إبراهيم مختار، إن فرنسا كانت دائما معادية لاستقلال الصحراء الغربية عن الاحتلال المغربي، معتبرا ان موقفها اليوم من المسألة يعود للعزلة التي تعيشها في افريقيا أين تم انهاء تواجدها العسكري في اغلب الدول ولم يتبق لها سوى المغرب.

وابراهيم مختار هو وزير سابق، سفير في دول شمال أوروبا وغرب وجنوب وشرق أفريقيا وأمريكا اللاتينية والمملكة المتحدة وممثل لدى الاتحاد الأفريقي.

وتحدث مختار في حوار لصحيفة “لومانيتي” عن المواضيع الدبلوماسية والاستراتيجية التي تهم الصحراء الغربية، منها اعتراف فرنسا بالسيادة المغربية على الأراضي المحتلة، والحرب ضد الاحتلال المغربي التي استؤنفت منذ عام 2020، ودعم العديد من دول العالم وخاصة من الاتحاد الإفريقي.

وفي تعليقه على الحكم الثادر عن محكمة العدل التابعة للاتحاد الأوروبي يلغي الاتفاقيات بين الاتحاد الأوروبي والمغرب بشأن الزراعة وصيد الأسماك في الصحراء الغربية. قال ابراهيم مختار ان هذا انتصار كبير للشعب الصحراوي وهزيمة للمغرب، الذي حاول الترويج بأن أوروبا تقف إلى جانبه. لكن العدالة الأوروبية قالت إن المغرب والصحراء الغربية كيانان منفصلان ومختلفان، ولا يمكن أن يكون هناك اتفاق تجاري أو اتفاق آخر يشمل إقليم الصحراء الغربية.

كما اكدت أوروبا أن المجال الجوي للصحراء الغربية لا يمكن إدراجه ضمن الخدمات المغربية للشركات. حيث تأسف الدبلماسي لعدم احترام هذا القرار، وكشف ان السلطات الصحراوي تردس اتخاذ الإجراءات القانونية.

ويرى ابراهيم مختار ان هذه الأحكام تقف امام محاولة النظام المغربي ترويج أن أوروبا معه، وأن الدول الكبرى تعترف بما يسمى سيادته على الصحراء الغربية.

وقال مختار ان اعتراف ترامب بسيادة المغرب المزعومة على الاضراي الصحراوية المحتلة تم قبل يومين من مغادرته البيت الأبيض وعبر تغريدة: إنه ليس شيئًا رسميًا. كما ان المغرب أراد أن يكون التمثيل الأمريكي مفتوحا في منطقة الداخلة (في الأراضي المحتلة)، ولم يتم ذلك.

ويعتقد الدبلوماسي الصحراوي أن المغرب سيجد نفسه في وضع صعب مع تراب هذه المرة، لأن الاخير اقترح على المغرب استقبال الفلسطينين في اطار مقترحه بتهجيرهم من غزة، واكد ابراهيم مختار انه إذا قبل المغرب الفلسطينيين ستكون كارثة، وإذا رفض ستكون كارثة أخرى. 

وبالنسبة لإسبانيا، قال ان اعترافها المشكوك فيه كان قرارا شخصيا اتخذه بيدرو سانشيز، دون استشارة حزبه أو الحكومة أو البرلمان، عبر رسالة بسيطة لا يزال وجودها في حاجة إلى تأكيد. ومن المحتمل أنه اتخذ هذا القرار بسبب ضغوط شخصية، والتي قد تكون مرتبطة بشركة التجسس بيغاسوس أو أعمال زوجته في المغرب.

وبخصوص خرجة فرنسا بخصوص القضية، يعتقد ابرهيم مختار أن فرنسا الرسمية تمر بوضعية صعبة للغاية في أفريقيا، مع ما يحدث في منطقة الساحل، وطرد القوات الفرنسية من عدة دول. حيث باتت فرنسا تجد نفسها معزولة، وتحتاج إلى أن يكون لها موطئ قدم قوي في القارة. وهذا غير ممكن في الجزائر حتى ولو جربوا كل الوسائل، فلم يبق لهم سوى المغرب.

وفي هذا الصدد، أكد الدبلوماسي الصحراوي أن انتهاك فرنسا للقانون الدولي بالصحراء الغربية، “ليس بالأمر الجديد، وليس بالمفاجأة، ففرنسا الرسمية كانت دائماً ضدنا، ضد استقلالنا، وحقنا في تقرير المصير. لقد منعت فرنسا دائما أي قرار لصالح الصحراويين على مستوى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وهذا لن يمنع الشعب الصحراوي من مواصلة نضاله من أجل التحرر”.

وكون مسألة الصحراء الغربية في أيدي مجلس الأمن، مع خطة الأمم المتحدة للسلام، والاتحاد الأفريقي، لإجراء استفتاء عليها. ذكر ابراهيم مختار ان الدول التي تدعم الصحراء الغربية هي الجزائر وجنوب أفريقيا وإثيوبيا والعديد من البلدان الأفريقية والآسيوية مثل فيتنام  وفي أميركا اللاتينية لدينا تسع سفارات. وما ينقصنا، أولا وقبل كل شيء، هو توافق الآراء في مجلس الأمن.

كما اشار إلى العلاقات الموجودة بين الصحراء الغربية والقوى الكبرى مثل الصين والهند. ودول شمال أوروبا مثل السويد والنرويج وأيسلندا.

وأضاف “لكن هذا يمكن أن يختلف بين الحكومات. العديد من الدول مستعدة للاعتراف بنا، لكنها تتعرض لضغوط ولا تريد اتخاذ الخطوة بمفردها”.

وبخصوص القمة الثامنة والثلاثون للاتحاد الأفريقي التي عقدت مؤخرا في أديس أبابا، شارك الرئيس الصحراوي إبراهيم غالي. فيما كان موضوع القمة هو انتخاب القيادة الجديدة للاتحاد الأفريقي التي افرزت انتخاب الموزمبيق رئيسا للمفوضية الافريقية والجزائر نائبة للرئيس، حيث سجلت القمة فشلا مغربيا مدويا في التعبئة لمرشحيه، رغم خطاباته الدعائية.

أما على الصعيد الدبلوماسي، فأكد ابراهيم مختار ان الأولويات تكمن في تعزيز منظمة الاتحاد الأفريقي ليكون لها موقف أقوى، والعمل من أجل موقف متجانس لدول عدم الانحياز، وتطوير القوة العسكرية للبوليساريو ودعم حلفاء الصحراء الغربية، لتحقيق “القفزة النهائية” أخيرًا، وهي الاستقلال.

واختتم الدبلوماسي الصحراوي حواره بالتأكيد أن “الشعب الصحراوي سيحصل على استقلاله”.





مقتبس من المصدر

إرسال التعليق