رد سوري على المقال “الكاذب” بخصوص الجزائر


رد سوري على المقال “الكاذب” بخصوص الجزائر

قام تلفزيون سوريا‬⁩ المقرب من الحكومة الانتقالية الجديدة في دمشق يحذف مقال “مضلل” يحمل جملة من المغالطات ومحتوى كاذب بشأن الجزائر.

وأثار المقال موجة من السخرية في الجزائر كان قد نشره تلفزيون سوريا في وقت سابق على منصاته وموقعه الإلكتروني نقلا عن إذاعة مونت كارلو الفرنسية.

ويدعي الخبر الكاذب رفض الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية ⁧‫أحمد الشرع‬⁩ تسليم ما يسمى 500 مقاتل جزائري من بينهم لواء كانوا يحاربون إلى جانب قوات النظام السابق في محيط مدينة حلب.

ويأتي نشر هذا “الهراء” البعيد كل البعد عن سياسة الجزائر وباعتراف العالم، في ظل الحملة الاعلامية الفرنسية ضد الجزائر جيشها، وبالتزامن مع رفض السلطات العليا في سوريا استقبال وزير خارجية المغرب لأسباب أمنية تتعلق بمخاوف من التجسس التي طالما اشتهر بها نظام المخزن لصالح الكيان الصهيوني. 

وذكرت تقارير اعلامية أن المخابرات السورية طالبت بتأجيل زيارة بوريطة إلى غاية التحضير والحصول على أجهزة لكشف وسائل واجهزة تجسس يحتمل ان تكون لدى الوفد المغربي، استنادًا إلى اتهامات متكررة تشير إلى أن بوريطة حمل في زيارات سابقة لدول عربية شرائح تعمل لصالح الكيان الصهيوني.

في سياق متصل، أثارت زيارة وزير الخارجية الجزائري، أحمد عطاف، إلى سوريا استياءً في الأوساط المغربية، حيث بدأت وسائل إعلام مغربية تربط بين هذه الزيارة وتعثر زيارة بوريطة. ومع ذلك، يرى مراقبون أن فشل المغرب في ترتيب هذه الزيارة يعود أساسًا إلى ممارسات المخزن المشبوهة وليس إلى أي تدخل جزائري.

ويرى مراقبون أن المقال المغلوط الذي تم نشره مؤخرا بخصوص “المقاتلين الجزائريين” في سوريا، نشر لتغطية الفضيحة الدبلوماسية تتعلق برفض استقبال بوريطة بدمشق، ولعل حذفه من منصات “تلفزيون سوريا” يعتبر ردا رسميا على الابواق صاحبة الخبر ويؤكد انه خبر مغلوط.

وشكلت زيارة وزير الدولة، وزير الخارجية الجزائري، أحمد عطاف، إلى سوريا في الثامن من فيفري الجاري، فرصة مهمة لبحث مستقبل العلاقات بين البلدين وسبل تطويرها، خاصة في ظل المتغيرات السياسية التي شهدتها دمشق بعد سقوط نظام الأسد .

وأتاحت الزيارة فرصة للجزائر لتجدد من خلالها تأكيدها ودعمها وحدة سوريا واستقرارها، ولتجديد التعبير عن تضامنها ووقوفها إلى جانب دمشق خلال هذه المرحلة الدقيقة، ولمد المساعدة الكاملة في كل المجالات لتمكين الشعب السوري من كسب الرهانات وتحقيق تطلعاته المشروعة التي يرسمها في المستقبل.

من جانبه، أكد وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني أن الإدارة السورية الجديدة بحثت مع الجزائر جهود رفع العقوبات الدولية عن دمشق انطلاقا من عضويتها بمجلس الأمن.

وما يخفى على اعلام المخزن وحلفائه، أن العلاقات الجزائرية السورية ليست وليدة اللحظة، بل تمتد جذورها إلى عهد الأمير عبد القادر وما قبله، وهي راسخة ومتينة بين الشعبين.

وبفضل دبلوماسية الجزائر التي تقوم على مزيج من المبادئ الثابتة والواقعية الجديدة، استطاعت التكيف مع المستجدات التي تشهدها المنطقة. وباتت تمتلك نهجا واضحا في إدارة العلاقات المركبة في المنطقة، مما يعزز مكانتها كشريك إستراتيجي لسوريا، إلى جانب قوى إقليمية أخرى مثل تركيا وقطر.

وتستعد الجزائر للعب دور دبلوماسي فاعل خصوصا أنها تمتلك حضورا نشطا في مجلس الأمن، حيث تمثل الصوت العربي فيه، الأمر الذي قد يمنحها دورا حاسما في دعم سوريا الجديدة، ومن ذلك العمل على رفع العقوبات المفروضة عليها نهائيا.

كما ان تجربة الجزائر الناجحة في تحقيق المصالحة الوطنية، يمنحها دورا مهما في دعم الاستقرار في سوريا.

وكانت إدارة الشؤون السياسية في سوريا قد وجهت في 12 ديسمبر الماضي شكرا للجزائر على استمرار عمل بعثتها الدبلوماسية في دمشق، مؤكدة توفير كل التسهيلات لاستمرار أعمالها.

وكشف الرئيس، عبد المجيد تبون، في حواره الذي أجراه مع صحيفة “لوبينيون الفرنسية”، أنه أرسل مبعوثا للرئيس المخلوع بشار الأسد قبل سقوطه، مؤكدا أن “الجزائر اقترحت -بموافقة الأمم المتحدة– أن تكون وسيطا لكي يتحدث الأسد مع معارضيه، إلا أن الأمر لم يؤت أكله”.

وهو التصريح الذي يؤكد محاولات الجزائر الاعتماد على العنصر الدبلوماسي للمساهمة في حل المشاكل في سوريا وينفي مزاعم دعم بشار الاسد بالمقاتلين على حساب الشعب السوري الشقيق.

 





مقتبس من المصدر

إرسال التعليق